تشوهات كياري (Chiari Malformations)
تشوهات كياري هي مجموعة من الأمراض غير المشهورة، وتمثل متلازمة أعراض يسببها في الأساس امتداد جزء من أسفل المخيخ أو جذع المخ إلى قناة العمود الفقري العنقي، وقد يسبب هذا الامتداد انسداداً في مسارات السائل النخاعي، والذي يتحرك بشكل طبيعي حول المخ والنخاع الشوكي.
ولا يعاني بعض المصابين بهذه التشوهات من أي أعراض، ومن ثم فلا يحتاجون إلى أي علاج أو تدخل جراحي، وأما الحالات التي تعاني من أعراض فهي غالباً التي تحتاج إلى تدخل جراحي.
ويوجد العديد من أنواع تشوهات كياري، نذكر منها نوعين اثنين:
النوع الأول: يمتد فيه جزء من المخيخ عبر الغرفة الخلفية من المخ إلى قناة العمود الفقري العنقي.
وتظهر أعراض هذا النوع عادة في المراهقين أو البالغين.
ومن أعراض هذه النوع: صداع خصوصاً في الجزء الخلفي من الرأس، وقد يزيد مع العطس أو الكحة، آلام الرقبة، عدم الثبات في المشي (مشكلة في التوازن)، تنميل الطرفين العلويين أو السفليين، وغيرها.
النوع الثاني وهو الأكثر شيوعًا: يمتد فيه جزء أكبر من المخيخ عبر الغرفة الخلفية من المخ إلى قناة العمود الفقري العنقي.
ويحدث هذا النوع عادة في الأطفال المصابين بانشقاق العمود الفقري (الكيس السحائي على العمود الفقري).
وتشمل الجراحات المستخدمة في علاج هذه التشوهات ما يلي:
1. إزالة أجزاء من عظام الجمجمة، مع توسيع وترقيع أغشية المخ والنخاع الشوكي لتخفيف الضغط عليهم، ولفتح مسارات لسيلان السائل النخاعي.
2. تركيب صمام مصرف للسائل النخاعي من الرأس إلى البطن في حالات استسقاء المخ (بسبب الانسداد في حركة وتصريف السائل النخاعي).
وغيرها من الجراحات الدقيقة والمختلفة.
في الصور مثال لسيدة في الخمسينات كانت تعاني من آلام شديدة وتنميل وضعف وضمور في عضلات الطرفين العلويين، وأظهر الرنين المغناطيسي على المخ والفقرات العنقية وجود تشوه كياري من النوع الأول، حيث امتد الجزء السفلي من المخيخ (اللوزة) إلى قناة النخاع الشوكي، مما سبب ضغطاً على النخاع الشوكي العنقي، وتغيراً في مسارات السائل النخاعي.
تم عمل جراحة ميكروسكوبية لتوسيع الغرفة الخلفية للمخ والفقرات العنقية، وتوسيع وترقيع أغشية المخ والنخاع الشوكي، والحمد لله تحسنت الأعراض الخاصة بالألم والتنميل وضعف الحركة في خلال أيام بسيطة بعد العملية، وبدأت المريضة في تلقى العلاج الطبيعي لتحسين ضمور عضلات الطرفين العلويين.
