(1) دواعي عمل أشعة مقطعية على الرأس بعد إصابات الرأس والحوادث:
1- فقدان الوعي الكلي، أو نقص درجة الوعي.
2- حدوث تشنجات بعد الإصابة في مريض لم يكن يعاني من تشنجات قبل الإصابة.
3- الغثيان المستمر أو القيء.
4- فقدان بعض الوظائف العصبية (مثل: ضعف طرف أو جانب من الجسم عن الطرف الآخر).
5- الاشتباه في وجود كسر في عظام الجمجمة.
6- الاشتباه في وجود كسر في قاع الجمجمة (نزول ماء أو نزيف من الأنف أو الأذن).
7- زيادة سيولة الدم بسبب أمراض الكبد، أو الأدوية التي تسبب سيولة بالدم (لأن هؤلاء المرضى عرضة للنزيف داخل الجمجمة أكثر من غيرهم).
(2) تعتبر الأشعة المقطعية هي أفضل أنواع الأشعة التي تستخدم بعد إصابات الرأس، وذلك لتوفرها في كل المستشفيات والمراكز الكبرى، ولأنها لا تستغرق وقتاً طويلاً في الفحص (دقائق بسيطة)، ولأنها تساعد في تشخيص أنواع النزيف المختلفة بدقة كبيرة جداً، ولأنها رخيصة نسبياً بالمقارنة بالرنين المغناطيسي.
(3) الأفضل في حالات اشتباه وجود نزيف في المخ التوجه إلى أقرب مركز كبير متخصص في جراحات المخ والأعصاب، حيث يتوفر وجود الأشعة المقطعية لسرعة التشخيص، ووجود الطاقم الطبي المتخصص لسرعة إجراء الجراحة في حالة الحاجة إليها.
(4) أنواع نزيف المخ:
للنزيف داخل الجمجمة أنواع عديدة، غالبها يحدث بعد الإصابات والحوادث، وبعضها يحدث بطريقة مفاجئة بدون أي إصابات للرأس، ومن هذه الأنواع:
1. النزيف فوق الأم الجافية.
2. النزيف تحت الأم الجافية، وقد يكون حاداً أو مزمناً.
3. النزيف داخل نسيج المخ.
4. النزيف تحت الأم العنكبوتية.
وهذا النوع الأخير يعد من أغرب الأمراض في الطب؛ لأنه كثيراً ما يحدث من دون إصابات أو حوادث (كثيراً ما يحدث نتيجة انفجار تمدد شرياني بشرايين المخ)، ولأنه يسبب أعراضاً كثيرة ومتنوعة، ولأنه يمكن علاجه بطرق متنوعة، ولأنه تختلف فيه النتيجة النهائية لحالة المريض من حالة إلى أخرى بطريقة كبيرة جداً.
(5) النزيف فوق الأم الجافية يحدث بصورة أكبر في الشباب والأطفال، ويتميز بنتائج جيدة جداً سواء تم علاج النزيف بالجراحة أو بدونها، ولكن تتأثر حالة المريض ونتيجة علاجه بعوامل كثيرة منها سن المريض، وحجم النزيف، ودرجة وعي المريض بعد الإصابة، والإصابات المصاحبة للنزيف.
(6) النزيف الحاد تحت الأم الجافية يحدث بصورة أكبر في الشباب وكبار السن، وهو أشهر أنواع نزيف المخ التي تحدث بعد إصابات الرأس، ويتميز بأنه يسبب أكبر نسبة للوفيات بين أنواع نزيف المخ المختلفة، وغالباً ما يحتاج إلى تدخل جراحي عاجل جداً، بحيث أن التدخل السريع يساعد في تحسين النتائج الجراحية بشكل كبير.
(7) النزيف المزمن تحت الأم الجافية يحدث بصورة أكبر في كبار السن، ويتميز بتنوع طرق علاجه بين العلاج التحفظي، والعلاج الجراحي، والعلاج بالقسطرة بدون جراحة، ويتميز بنتائج جيدة جداً مع كل طرق العلاج تقريباً.
(8) النزيف تحت الأم العنكبوتية قد يحدث بعد إصابة في الرأس، وغالباً ما يحدث بدون إصابة مطلقاً، وهو ما يدفع إلى عمل أشعة بالصبغة على شرايين المخ وأحياناً قسطرة مخية تشخيصية لاستثناء وجود تمدد شرياني بالمخ، وهو الأمر الذي يحتاج غالباً إلى تدخل عاجل لغلق التمدد الشرياني ومنع تكرار النزيف.
(9) أحياناً يزيد حجم نزيف المخ بعد الإصابات، أو يظهر نزيف جديد في المخ بعد الإصابة، خصوصاً في فترة 48 ساعة بعد الإصابة، وهو الأمر الذي قد يستدعي تكرار الأشعة المقطعية على الرأس أكثر من مرة بعد الإصابة لمتابعة النزيف الموجود بالمخ.
(10) لكسور الجمجمة أشكال عديدة، منها ما لا يحتاج إلى تدخل جراحي مثل الشروخ والكسور البسيطة، ومنها ما يحتاج إلى جراحة خصوصاً في حالة وجود نزيف في المخ تحت الكسر أو ضغط على مراكز المخ بالعظام المكسورة، أو وجود قطع في جلد الرأس في منطقة الكسر.
(11) من المضاعفات الوارد حدوثها بعد كسور الجمجمة: حدوث التهاب في جرح الرأس، أو حدوث تشنجات، أو حدوث تأثير عصبي مثل ضعف بحركة جانب من جوانب الجسم بسبب ضغط الكسر على مراكز المخ.
(12) ينصح بإعطاء أدوية مضادة للتشنجات بشكل وقائي بعد إصابات الرأس الشديدة، حتى لو لم تحدث تشنجات، وتستمر هذه الأدوية لفترة مؤقتة بعد الإصابة، ثم يتم إيقافها تدريجياً.
(13) يأخذ التدخل الجراحي في حالات نزيف المخ أشكالاً مختلفة، منها: عمل فتحات صغيرة لتفريغ النزيف، أو رفع جزء من عظام الجمجمة ثم تثبيته مرة أخرى في نهاية الجراحة، أو إزالة جزء من عظام الجمجمة بشكل كامل، ثم إعادته لاحقاً في عملية ثانية بعد عدة شهور من الإصابة.
(14) في حالة العلاج التحفظي لنزيف المخ تعتبر أهم الأمور هي متابعة درجة الوعي للمريض، ومدى انتباهه وتركيزه، وكذلك المتابعة بتكرار الأشعة المقطعية، وإعطاء الأدوية المضادة للتشنجات كوقاية.
أمثلة للعمليات الجراحية
مثال لجراحة تفريغ تجمع دموي حاد فوق الأم الجافية وتجمع دموي مصاحب داخل نسيج المخ في شاب عمره 29 سنة أصيب في حادث سيارة، وبفضل الله تحسنت درجة الوعي بعد الجراحة من 9/15 إلى درجة الوعي الطبيعية بدون أي تأثير عصبي.
مثال لجراحة تفريغ تجمع دموي حاد تحت الأم الجافية في شاب عمره 29 سنة أصيب في حادث سيارة، وبفضل الله تحسنت درجة الوعي بعد الجراحة من 5/15 إلى درجة الوعي الطبيعية مع وجود ضعف بحركة الجانب الأيسر من الجسم، ليخضع المريض بعدها للعلاج الطبيعي المكثف.
مثال لجراحة إزالة جزء من عظام الجمجمة وتفريغ تجمع دموي حاد تحت الأم الجافية في شاب عمره 33 سنة أصيب في حادث، وبفضل الله تحسنت درجة الوعي بعد الجراحة من 6/15 إلى درجة الوعي الطبيعية، وتحسنت كذلك حركة الجانب الأيمن من الجسم مع العلاج الطبيعي بعد الجراحة.
مثال لجراحة تفريغ تجمع دموي مزمن تحت الأم الجافية على جانبي المخ في مريض عمره 67 سنة كان يعاني من ضعف بحركة الجانب الأيسر للجسم، تم تفريغ التجمع الدموي من خلال 3 فتحات صغيرة، وبفضل الله تحسنت الحركة بعد الجراحة إلى الوضع الطبيعي.
مثال لجراحة إزالة جزء من عظام الجمجمة للتحكم في ضغط المخ، وتفريغ تجمعات دموية داخل نسيج المخ في شاب عمره 35 سنة أصيب في حادث، وبفضل الله تحسنت درجة الوعي بعد الجراحة من 8/15 إلى درجة الوعي الطبيعية مع ضعف بحركة الجانب الأيسر للجسم، ليخضع المريض بعد الجراحة للعلاج الطبيعي المكثف.
مثال لجراحة تفريغ تجمع دموي حاد تحت الأم الجافية وتجمع دموي مصاحب داخل نسيج المخ في مريض عمره 39 سنة أصيب بشظية معدنية في جانب الرأس اخترقت الجلد والغظام ونسيج المخ، وبفضل الله خرج المريض من الجراحة بدرجة الوعي الطبيعية بدون أي تأثير عصبي.
مثال لجراحة رفع كسر منخسف بعظام الجمجمة وإزالة جسم معدني غريب داخل عظام الجمجمة من أثر الإصابة في مريض عمره 40 سنة أصيب أثناء عمله في منطقة ريفية، وبفضل الله تم إزالة الجسم الغريب وخياطة الجرح بخياطة تجميلية نظراً لوجودها في منطقة الجبهة.
مثال لجراحة تركيب صمام مصرف للسائل النخاعي من بطينات المخ إلى التجويف البريتوني للبطن، في طفل عمره سنتان أصيب في حادث، وكان من نتائج إصابة الرأس المتأخرة هو حدوث انسداد في مسارات تصريف السائل النخاعي للمخ.
تم تركيب الصمام من الرأس إلى البطن، وبفضل الله خرج الطفل في درجة وعي طبيعية بعد الجراحة.
بكلمات قصيرة
بالأمانة والعلم من جهة الطبيب، وبالثقة من جهة المريض، تقوم العلاقة الصحية بين الطبيب والمريض.